الجمعة، 15 أغسطس 2014

أسرتك والتنشئة السياسية لطفلك (2)

هناك نوعان للتنشئة السياسية يتعرض لهما الطفل :
1-   تنشئة سياسية مباشرة :
تحدث بواسطة نقل القيم والاتجاهات المعلنة نحو الموضوعات السياسية عن طريق المصادرالشائعة والمتعارف عليها بالمجتمع مثل الأسرة ،والمدرسة ،ووسائل الإعلام ،وأصدقاء الطفل و زملائه ، والأحزاب السياسية ؛ فإن سلطة البيت والمدرسة مثلاً تحدد العلاقة بين الطفل والآخرون ، وتتشكل لديه بداية التنشئة السياسية من خلال نمط المعاملة مع السلطة السياسية ؛ فإذا كانت العلاقة تتسم بالديكتاتورية وترفض الآخر فإنها ستساهم في تنمية العُزلة وعدم الإحساس بالمسئولية ، وفقد الثقة بالآخرين. وإذا كانت العلاقة تتسم بالديمقراطية فإنها ستسهم في تنمية القيم الإيجابية والمشاركة والتعاون والانتماء. 
2-   تنشئة سياسية غير مباشرة :
 تحدث بواسطة توعية الأطفال بقيم الثقافة العامة مما قد يؤثر بشكل غير مباشر على إستجابتهم تجاه الموضوعات السياسية فى مرحلة المراهقة والشباب . فالثقافة هى مجموعة من الاتجاهات المشتركة، والقيم، والأهداف، والممارسات التي تميز مؤسسة أو منظمة أو جماعة ما ،فمثلاً الطفل يتعلم الثقافة السياسية بواسطة التقليد أو المحاكاة لمثل أعلى حيث يسمع ، ويُربَى ،ويتعامل ،ويلتقط ،ويختزن أفكار واتجاهات ، وهذا ما يطلق عليه "التقليد الإيجابى"، أما "التقليد السلبى" فهو الذى يحدث برفض الطفل لقيم مُدرسيهِ أو والديه ، وذلك لرغبته في أن يكون شخصية مستقلة.فالدور الذي يلعبه الطفل في الأسرة أو المدرسة قد يعد تدريباً له على أداء الأدوار السياسية حيث يكتسب مهارات مثل التعبير عن الذات ، والقدرة على إدارة الحوار السياسي الفعال.

أما عن "مراحل التنشئة السياسية " كمراحل للنمو الإنسانى ؛ فهى كالآتى:
1-   (مرحلة الطفولة ) يتعدد وفقاً لها انتماء الطفل لثقافة وتاريخ ونظام معين
2-( مرحلة المراهقة) يدرك الفرد هويته ، ويزداد إدراكه للعالم السياسى والأحداث السياسية.
3-   (مرحلة النضج والاعتدال) يشارك فيها الفرد مشاركة فعلية فى الحياة السياسية من خلال  عمليات التصويت ،وتولى المناصب السياسية.

وما يهمنا هنا هو (مرحلة الطفولة) تحديداً طفل المرحلة الابتدائية:
فمنذ مرحلة دخول الطفل عالمه الجديد (المدرسة) ، حيث يتعلم سلوكيات جديدة ، ويتعرض لخبرات أكثر ؛ فإن العبء الأكبر يقع على المدرسة فى هذه المرحلة حيث تقوم به من خلال مناهج المدرسية و العلاقات المدرسية سواء بالمعلمين أو بالزملاء ، فالطفل فى سن العاشرة أو الحادية يصبح لديه قدرة أكبر على استيعاب الأفكار السياسية المجردة غير الملموسة ، ويزيد لديه حب الاستطلاع ، ويتحمس لمعرفة الجديد عن البيئة التى يعيش فيها وعن وطنه والعالم من حوله ، وهذه عوامل تؤهله لعملية التنشئة السياسية.
يدرك الطفل الفرق بين "رئيس الدولة" و"مؤسسة رئاسة الجمهورية" ، فيدرك الرئيس كجزء من النظام الحكومى ، فلا ينظرإلى الرئيس نظرة مثالية وإنما يوجه نظرته المثالية تلك إلى المؤسسات السياسية "الرئاسة" ، ويبدأ فى التقييم وإصدار الأحكام ؛ فالطفل يبدأ فى التطلع إلى القادة السياسيين ، ويحاول معرفة الإتجاهات السياسية والجماعات السياسية ، ويبحث عن المعلومات الأساسية ليفهم البيئة السياسية من حوله ، وقد يسعى للاندماج فى أنشطة إحدى الجماعات أو الأحزاب السياسية.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق