توجد مصادر أخرى بجانب الأسرة تمد الطفل
بالمعلومات،والأفكار،والإتجاهات ذات الطابع السياسى.
المدرسة :
نعنى هنا المدرسة بما تشمله من نظام تعليمى ، ومحتوى المناهج ، واتجاهات
القائمين بالعملية التربوية من المعلمين ، والأنشطة التى تمارس داخل المدرسة
كمناقشة القضايا و التدرب على اتخاذ القرار، وفى حالة كون الوالدين لا يعرفون
القراءة والكتابة يرتفع دور المدرسة فى إمداد الطفل بالثقافة السياسية اللازمة ؛ فعلاقة
الطفل بالمدرسة كعلاقته بالأسرة يحكمها مبدأ "السيطرة والخضوع" حتى وإن
كان هناك ديموقراطية فى صنع القرار.
أصدقاء الطفل وزملاؤه :
حسب طبيعة الأصدقاء والزملاء تكن طبيعة دورهم إما دوراً سلبياً أو إيجابياً
. فيتفاعل الطفل مع أقرانه الذين يجمعهم تقارب السن أو قرب محل الإقامة أو تقارب
المستوى الطبقى أو وحدة المكان الذى يذهبون إليه كالمدرسة أو النادى أو دار
العبادة ، وخلال هذا التفاعل يكتسب الطفل قيما جديدة أو يرسخ القيم التى اكتسبها
من قبل ؛ فعلاقة الطفل بأقرانه لا يحكمها مبدأ " السيطرة والخضوع" بل
تتأسس على قيم الندية والديموقراطية والاحترام المتبادل
الأحزاب
السياسية:
معايشة الطفل لمشاركة أفراد أسرته فى الأنشطة السياسية للحزب من الممكن أن
تزيد الشعور بالولاء ، و تدعيم العلاقة بين العامة وبين النخبة السياسية ، كما
أنها تزيد من معرفته بالمشكلات المجتمعية ، وأبرز الشخصيات السياسية بالمجتمع
وممارستها ونتيجة لذلك يتمكن الطفل من تكوين اتجاه نحو النظام السياسى ويقوم الطفل
بتقييم ما يدور حوله من ممارسات سياسية .
وسائل الإعلام:
تتضمن وسائل الإعلام (المرئية ، والمسموعة ، والمقروءة) ، ويزداد دور
الإعلام أيضاً عندما يكون الوالدين لا يقرأون ولا يكتبون حيث يساهم الإعلام بشكل كبيرفى إمداد الطفل
بالمفاهيم السياسية . ونقصد هنا بشكل خاص
وسائل الإعلام الأكثر جذباً لانتباه الطفل مثل التليفزيون ،والحاسب الآلى ،
والإنترنت وغيرها. فالطفل خلال تعرضه لها إلى إشراف ومتابعة من الأب والأم ؛ فالإعلام
يبث قيم ، واتجاهات ، وأفكار تتراكم لدى الطفل وتشكل شخصيته ، وهويته ،و ثقافته
بشكل عام. وكما أشرنا من قبل فإن الإعلام يمثل أحد مصادر التنشئة السياسية للطفل
لذلك فلابد من الانتباه والحذر من أجل تجنب آثاره السلبية .
ونذكر أمثلة للآثار السلبية والأضرار التى قد تسببها وسائل الإعلام للطفل:
-
"أضرار جسدية" : كالتأخر
فى النوم ، واعتلال صحة الجسم نتيجة الجلوس فترة طويلة أمام التليفزيون.
-
"أضرار عقلية" : كالخمول الذهنى ، وانقطاع العقل عن التفكير المنطقى .
-
"أضرارنفسية" :
تظهر مثلاً فى حالة مشاهدة الطفل لمشاهد مخيفة أو مفزعة بالأفلام ونشرات الأخبار
وغيرها قد ينعكس ذلك على أمن الطفل وثقته بنفسه.
-
"أضرارإجتماعية" : كإنغماس الطفل فى
تطبيقات وسائل الإعلام كالألعاب ،والأفلام والمواقع الترفيهية فتكون النتيجة هى
قلة اختلاطه بالأسرة، والأقارب، والأصحاب مما يقلل فرصته فى اكتساب الخبرات
الحياتية .
-
"أضرار تربوية" : كضعف التحصيل الدراسى ، وتقليد الطفل للسلوكيات
السلبية التى يمارسها أبطال الفيلم أوالألعاب الكرتونية.
لماذا تكون علاقة الطفل بالمدرسة "السيطرة والخنوع" حتي في وجود ديمقراطية في صنع القرار؟
ردحذف