هناك نوعان للتنشئة السياسية يتعرض لهما الطفل :
تحدث بواسطة نقل القيم والاتجاهات المعلنة نحو الموضوعات السياسية عن طريق
المصادرالشائعة والمتعارف عليها بالمجتمع مثل الأسرة ،والمدرسة ،ووسائل الإعلام
،وأصدقاء الطفل و زملائه ، والأحزاب السياسية ؛ فإن سلطة البيت والمدرسة مثلاً تحدد
العلاقة بين الطفل والآخرون ، وتتشكل لديه بداية التنشئة السياسية من خلال نمط
المعاملة مع السلطة السياسية ؛ فإذا كانت العلاقة تتسم بالديكتاتورية وترفض الآخر
فإنها ستساهم في تنمية العُزلة وعدم الإحساس بالمسئولية ، وفقد الثقة بالآخرين. وإذا
كانت العلاقة تتسم بالديمقراطية فإنها ستسهم في تنمية القيم الإيجابية والمشاركة
والتعاون والانتماء.
2- تنشئة سياسية غير مباشرة :
تحدث بواسطة توعية الأطفال بقيم الثقافة العامة
مما قد يؤثر بشكل غير مباشر على إستجابتهم تجاه الموضوعات السياسية فى مرحلة
المراهقة والشباب . فالثقافة هى مجموعة
من الاتجاهات المشتركة، والقيم، والأهداف، والممارسات التي تميز مؤسسة أو منظمة أو
جماعة ما
،فمثلاً
الطفل يتعلم الثقافة السياسية بواسطة التقليد أو المحاكاة لمثل أعلى حيث يسمع ، ويُربَى
،ويتعامل ،ويلتقط ،ويختزن أفكار واتجاهات ، وهذا ما يطلق عليه "التقليد
الإيجابى"، أما "التقليد السلبى" فهو الذى يحدث برفض الطفل لقيم
مُدرسيهِ أو والديه ، وذلك لرغبته في أن يكون شخصية مستقلة.فالدور الذي يلعبه الطفل في الأسرة أو
المدرسة قد يعد تدريباً له على أداء الأدوار السياسية حيث يكتسب مهارات مثل
التعبير عن الذات ، والقدرة على إدارة الحوار السياسي الفعال.
أما عن "مراحل التنشئة السياسية " كمراحل
للنمو الإنسانى ؛ فهى كالآتى:
1-
(مرحلة الطفولة ) يتعدد وفقاً لها انتماء الطفل لثقافة
وتاريخ ونظام معين
2-( مرحلة المراهقة) يدرك الفرد هويته ، ويزداد إدراكه للعالم
السياسى والأحداث السياسية.
3-
(مرحلة النضج والاعتدال) يشارك فيها الفرد مشاركة فعلية فى الحياة
السياسية من خلال عمليات التصويت ،وتولى
المناصب السياسية.
وما يهمنا هنا هو (مرحلة الطفولة) تحديداً طفل المرحلة الابتدائية:
فمنذ مرحلة دخول الطفل عالمه الجديد (المدرسة) ، حيث يتعلم سلوكيات جديدة ،
ويتعرض لخبرات أكثر ؛ فإن العبء الأكبر يقع على المدرسة فى هذه المرحلة حيث تقوم
به من خلال مناهج المدرسية و العلاقات المدرسية سواء بالمعلمين أو بالزملاء ، فالطفل
فى سن العاشرة أو الحادية يصبح لديه قدرة أكبر على استيعاب الأفكار السياسية
المجردة غير الملموسة ، ويزيد لديه حب الاستطلاع ، ويتحمس لمعرفة الجديد عن البيئة
التى يعيش فيها وعن وطنه والعالم من حوله ، وهذه عوامل تؤهله لعملية التنشئة
السياسية.
يدرك الطفل الفرق بين "رئيس الدولة" و"مؤسسة رئاسة
الجمهورية" ، فيدرك الرئيس كجزء من النظام الحكومى ، فلا ينظرإلى الرئيس نظرة
مثالية وإنما يوجه نظرته المثالية تلك إلى المؤسسات السياسية "الرئاسة"
، ويبدأ فى التقييم وإصدار الأحكام ؛ فالطفل يبدأ فى التطلع إلى القادة السياسيين
، ويحاول معرفة الإتجاهات السياسية والجماعات السياسية ، ويبحث عن المعلومات
الأساسية ليفهم البيئة السياسية من حوله ، وقد يسعى للاندماج فى أنشطة إحدى
الجماعات أو الأحزاب السياسية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق